التخطي إلى المحتوى
هل تشكل الزيادة السكانية بغزة خطراً على “إسرائيل”؟

طبقاً لدراسة أجرتها “وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”:

شكل تجاوز تعداد سكان قطاع غزة خلال عام 2016 لمليوني نسمة قلقاً كبيراً من الناحية الاقتصادية على السكان في ظل الوضع الاقتصادي الصعب منذ الحصار الإسرائيلي المفروض عام 2007، في حين اُعتبرت الزيادة السكانية في القطاع نعمة في مواجهة “إسرائيل” ديمغرافياً.

و الزيادة السكانية سواء كانت في قطاع غزة أو الضفة المحتلة قد تشكل تهديداً كبير على الوجود الإسرائيلي إذا تم إعداد الخطط الجيدة في استثمار الطاقة الإنتاجية البشرية التي يتمتع بها السكان سواء مدنياً بالإنتاج المحلي أو عسكرياً بمقاومة الاحتلال.

مولود كل 10 دقائق!

مركز المعلومات التابع للإدارة العامة لنظم المعلومات والحاسوب بوزارة الداخلية سجل، ارتفاعاً كبيراً في معدل المواليد خلال العام الحالي باعتبار أن هناك “مولود كل عشر دقائق”، غير أن شهر نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي شهد 4676 مولودًا جديدًا، بمعدل 156 مولودًا يوميًّا.

و من جهته يرى جهاز الإحصاء الفلسطيني في تقرير له، أن قطاع غزة البالغ مساحته، 360 كليو متر مربع، يُعدّ من أكثر بقاع الأرض ازدحامًا بالسكان، ويُسجل لكل كيلو متر مربع 4661 نسمة.

الزيادة السكانية في قطاع غزة من أقوى الأوراق التي يمكن أن تُشكل خطراً على “إسرائيل”

ومن جانبه أكد أكرم عطا الله المختص في الشأن الإسرائيلي ، أن الزيادة السكانية في قطاع غزة من أقوى الأوراق التي يمكن أن تُشكل خطراً على “إسرائيل”، في حال تم استثمارها بشكل جيداً ووضع خطط للاستفادة من الصراع الديمغرافي مع الاحتلال.

وأوضح عطا الله في تصريح خاص لـ”فلسطين اليوم الإخبارية”، أن التهديد السكاني في فلسطين بشكل عام وقطاع غزة خاصة، كان محل دراسة “إسرائيلية” في مؤتمر هرتسليا عام 2009، ووضعت حينها “إسرائيل” رقماً محدداً لقطاع غزة إذا وصلت إليه الزيادة السكانية فإن ذلك يعتبر رقماً كبيراً جداً ومرعب.

وقال عطا الله وفقاً لمؤتمر هرتسليا: إن الدراسة ذكرت بأن وصول سكان القطاع عام 2028 لـ 2.5مليون نسمة سيشكل تهديداً كبيراً على “إسرائيل”، متوقعاً بأن يصل سكان القطاع لهذا الرقم قبل العام الذي حددته الدراسة الإسرائيلية بـ6 سنوات.

ولفت إلى أن الزيادة السكانية ستزيد من “الفقر والعنف والبطالة” وستزيد أعداد “الإرهابيين”  -المقاومين-، مشيراً إلى أن المدن الإسرائيلية المحاذية للقطاع ستدفع وحدها الثمن لأن الزيادة ستشكل حينها خطراً على الوجود الإسرائيلي.

في حال عدم استثمار الزيادة السكانية بشكل جيد فإنها ستبقى مجرد أعداد

وبين المختص في الشأن الإسرائيلي، أنه من الممكن أن تشكل الزيادة السكانية خطراً على “إسرائيل” إذا لم يجد السكان ما يأكلونه وحين يشعرون بالظلم حينه سيتحركون باتجاه الحدود الإسرائيلية.

وأضاف عطالله: قبل 5 سنوات عقدت “إسرائيل” ورشة لدراسة الأوضاع في قطاع غزة وذكرت الدراسة حينها إذا تحرك الشعب الفلسطيني بمئات الآلاف تجاه الحدود فإن الجيش لن يتمكن من قتل 100 ألف مدني فلسطيني أمام العالم أجمع.

وأشار، إلى أن عدم استثمار الزيادة السكانية بشكل جيد في قطاع غزة فإنها ستبقى مجرد أعداد كما هي اليوم أعداد الدول العربية التي لم تشكل خطراً حقيقياً على “إسرائيل” بعد.

الهجمات “الإرهابية” في فرنسا وفي دول الغرب كانت لصالح “إسرائيل”

وفيما يتعلق بهجرة اليهود الغربيين إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، أكد المختص الإسرائيلي، أن الهجمات “الإرهابية” في فرنسا وفي دول الغرب كانت لصالح “إسرائيل” فقد شهد هذا العام زيادة في هجرة يهودية إلى فلسطين.

ومن الناحية الاقتصادية اعتبر الدكتور معين رجب أستاذ العلوم الاقتصادية في جامعة الأزهر، أن الزيادة السكانية من الممكن أن تشكل ميزة إيجابية كبيرة إذا أحسنا استخدامها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وصرح د.رجب : من الممكن أن نعول على الزيادة السكانية كثيراً في ظل الواقع الإسرائيلي على قطاع غزة، فالعامل السكاني يعتبر مصدراً للطاقة الإنتاجية البشرية، ومن خلال إعداد السياسات الاقتصادية الملائمة في مجال إيجاد فرص العمل لهم سيحقق.

وأضاف: الزيادة السكانية ننظر إليها اقتصادياً من جانبين الأول انتاجي فحينما يتجاوز الفرد سن القدرة على العمل يجب أن يتم النظر إليه من زاوية إنتاجية وعلينا أن نقوم بتأهيلهم علمياً وتدريبياً ورعايتهم بدنياً وصحياً للاستفادة من قدراتهم المنتجة.

“أما الجانب الثاني فهو استهلاكي فبمجرد الزيادة السكانية فإن أعداد المستهلكين ستزيد ويمثل ذلك زيادة في الطلب على مختلف السلع التي يحتاجها السكان وفقاً للدكتور رجب.

عن الكاتب

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.