التخطي إلى المحتوى
على مدار السنوات الأخيرة.. مراقبون: القسام يطوّر قدراته العسكرية بشكل كبير

على مدار السنوات الأخيرة.. مراقبون: القسام يطوّر قدراته العسكرية بشكل كبير 

مرة أخرى، عادت الأضواء تتجه نحو الترسانة العسكرية لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس بعد العروض العسكرية التي نظمتها مؤخراً في ذكرى انطلاقة حماس الـ 29، الأمر الذي دفع بعض المراقبين للتوقع بتطور كبير على قدرات القسام وسلاحه وصواريخه.

ورغم أن حماس والقسام لم يتحدثا عن أي أرقام أو تقديرات لترسانتها العسكرية، فإن التوقعات تتجه –وفق مراقبين- إلى أن القسام أصبح مستعداً أكثر بكثير مما كان عليه في الفترة الماضية.

زيادة التسليح لكتائب القسام

ويؤكد الخبير العسكري يوسف الشرقاوي، أن كتائب القسام ارتأت منذ تأسيسها زيادة التسليح كمّاً ونوعاً، وقررت منذ البداية تحدي الآلية العسكرية الإسرائيلية.

وقال الشرقاوي: “القسام يدرك تماماً أنه لابد من معركة مع الاحتلال هذا العام حتى يستطيع أن ينجز شيئاً لصالح الشعب الفلسطيني ويحقق إنجازاً يعزز مواقف حماس، لاسيما وأن يكون هناك انتخابات فلسطينية مقبلة أو صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل”.

وأضاف “القسام منذ عامين أصبح لديه وحدة النخبة التي تضاهي وحدات النخبة العالمية، وأيضاً لديها تفوق على وحدات النخبة الإسرائيلية وهذا ما تتحاشاه إسرائيل في المواجهات الميدانية خلال الحروب، وخصوصاً وحدة الضفادع البحرية، ولذلك إسرائيل تستهدفها بشكل يومي وركبت مجسّات للضفادع البشرية في أعماق البحر”.

وأشار الشرقاوي إلى أن القسام أثبت على أنه قادر على عمل دفاع متماسك، فيما يتفوق على الجيش الإسرائيلي في الهجوم، مبينا أن أي عدوان آخر سيحتوي على مفاجآت مثل التي حدثت في الماضي وربما أكبر.

وشهدت الحركة تحسينات في مجال التدريب وفي التخصص في مختلف الأقسام، بما في ذلك المتفجرات والهندسة وإطلاق الصواريخ والقنص والسلاح البحري والدفاع الجوي ووحدات التصنيع.

حماس ستوجة ضربات قاسية لإسرائيل فى حال حدوث عدوان آخر

واتفق الخبير العسكري واصف عريقات مع سابقه في أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والقسام على وجه الخصوص تعكف على تطوير قدراتها العسكرية بشكل مستمر ومكثف، فيما يعرف بأنه للتجهيز للمعركة المقبلة مع الاحتلال الإسرائيلي لتوجيه ضربات قاسية ونوعية لهولقواته في حال حدوث أي عدوان.

وأكد عريقات : أن كل ذلك يدلل على أن المقاومة فعلياً تسعى لامتلاك ما يردع الاحتلال، وهو ما تسعى إليه المقاومة خلال هذه الفترة وفي كل الفترات السابقة من المواجهة المستمرة بين المقاومة والاحتلال. 

 وقال عريقات “هناك تطور نوعي لأسلحة المقاومة وخاصة الاعتماد على الإنتاج الحربي المحلي ذي الفعالية الناجعة الذي يغيظ الاحتلال بشكل كبير، فبرغم الحصار لدى المقاومة ترسانة عسكرية وإنتاج حربي فعال”.

وأضاف ” المقاومة تتمتع بتسليح جيد، وجنودها مدربون بشكل ممتاز، وأصبح لديها وحدات للقتال وتدريبات متفوقة على أسلحة نوعية، وكذلك تدريبات على تكتيكات مختلفة لإدارة المعارك. 

وأوضح الخبير العسكري أن عروض القسام تحمل العديد من الرسائل أولها للجبهة الداخلية الفلسطينية أن هناك قوة موجودة ومازلنا قادرين على الدفاع عنكم، ورسائل للاحتلال أن المقاومة تعد العدة للدفاع عن شعبها في أي عدوان رغم الحصار والتضييق، ورسائل للمجتمع الدولي أنه مهما دعمتم الاحتلال بالسلاح إلا أننا قادرون على مواجهته بكل عزم وقوة.

مؤشرات تدل على نضج عسكري متنام لدي القسام

وصدر تقرير للمحلل السياسي المقرب من حركة حماس، إبراهيم المدهون، اعتبر فيه أن استخدام الحركة  للأنفاق لشن عمليات اختراق، وقدرتها على صد هجمات قوات إسرائيلية، واستخدامها لصواريخ قوية مصنعة محلياً في غزة.. “كل هذه مؤشرات تدل على نضج عسكري متنام لديها”.

وقال المدهون، في تقريره الذي نشرته صحيفة “ميدل إيست آي”: “لقد أنضجت الحروب الماضية حركة حماس، لقد تحسنت قدراتها العسكرية كماً ونوعاً”.

ورغم عدم توفر أي معلومات عن عدد رؤوس “تاندم” التي تمتلكها حماس، إلا أن المدهون يقول إن ثمة أسلحة أخرى تبقيها حماس “مفاجأة”.

ويعتقد على نطاق واسع بأن الشخص المسؤول عن التخطيط لصناعة الصواريخ محلياً هو الشهيد أحمد الجعبري، أحد كبار القياديين في كتائب القسام، الذي اغتالته إسرائيل في غارة جوية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012.

وقد طورت هذه التقنية في تحد للحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، وتكريماً للجعبري طورت حماس صاروخين جديدين باسمه وهما J80 وJ160.

وبحسب ما قاله المدهون فإن “عملية التصنيع الحربي داخل حماس مستمرة في الارتقاء بفضل ما يبذل من جهود وما يتوفر من عزيمة وإصرار”.

وفي عام 2003، قدر زعماء حركة حماس عدد مقاتلي كتائب القسام بما يقرب من 20 ألفاً، إلا أن بعض المراقبين يعتقد بأن العدد يقترب من 40 ألفاً.

ورغم ما يتوفر لديها من تقنيات الرصد، فإنه لا تتوفر لدى إسرائيل معلومات كافية عن حجم السلاح الذي تمتلكه كتائب القسام.

والمؤشر الحقيقي على تحسن قدرات حماس العسكرية، هو تقنية الطيارات من غير طيار والتي أطلقت عليها “أبابيل”، وصواريخ الجعبري والرنتيسي والمقادمة وقناصة غول التي استخدمتها في الحروب الماضية، فيما تبقى صواريخ عطار وأبو شمالة مجهولة المدى والقوة حتى اللحظة.

عن الكاتب

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.