التخطي إلى المحتوى
صفحات وشاشات الإعلام الغربي :أنقذوا حلب

تفرض مدينة حلب نفسها على صفحات وشاشات الإعلام الغربي، بوجعها وألمها ودمارها وأشلاء أهلها ومذبحتها المتواصلة من قبل النظام السوري وحليفته روسيا.

هكذا، كتبت أغلب الصحف الأجنبية عن حلب، فكان التركيز الأساسي على مناشدات المحاصرين فيها و”رسائل الوداع والاستغاثة الأخيرة” التي أطلقها ناشطون. 

لكنّ صحيفة “ذا غارديان” البريطانيّة، تفرّدت بغلاف ومانشيت رئيسي، الثلاثاء، عن المدينة المذبوحة بعنوان “هذا آخر نداء استغاثة للعالم، أنقذوا حلب”.

وفي المقال الذي وقّعه كريم شاهين من اسطنبول، قالت الصحيفة إنّ “سكان مدينة حلب الشرقيّة أرسلوا رسائل استغاثة يائسة لمطالبة المجتمع الدولي بإنقاذ المدنيين في الأحياء المحاصرة من المدينة السورية، بينما أثقلت قوات النظام السوري على الأحياء التي لا تزال المعارضة تسيطر عليها”.

وتحدثت الصحيفة عن “احتضار” المعارضة في حلب تزامناً مع سيطرة قوات الأسد والمليشيات المدعومة من إيران على أغلبيّة المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة.

ونقلت “ذا غارديان” عن بعض أهالي مدينة حلب تعليقاتهم على الحالة التي يعيشونها. ووصف عبدالكافي الحمدو، وهو أستاذ يعيش في الأحياء المحاصرة في المدينة ويوثّق ما يجري فيها، الوضع بقوله إنّ الحالة في حلب تُشبه “يوم القيامة”.
 
وقال محمد أبو رجب، وهو طبيب في الأحياء المحاصرة من حلب، “إنّ المدينة يتم تدميرها وحرقها تماماً. هذا آخر نداء استغاثة للعالم. أنقذوا حياة الأطفال والنساء والعجزة. أنقذوهم. لم يبقَ أحد. أنقذوا مدينة حلب”.

أما “فايننشال تايمز”، فقد ركّزت على سيطرة قوات النظام على المدينة، الثلاثاء، بعنوان “القوات السورية تسيطر بصورة شبه كاملة على شرقي مدينة حلب “.

وفي مقال لإريكا سولومون من بيروت، اعتبرت الصحيفة أنّ إعلان القوات السورية سيطرتها على 98 بالمئة من حلب الشرقية يعني دفع آلاف المدنيين ومسلحي المعارضة إلى منطقة صغيرة للغاية

ورأت الصحيفة أنّ معركة حلب تعتبر الأعنف والأهم في الحرب السورية. كما تحدثت عن المناشدات اليائسة التي أرسلها المحاصرون في المدينة للعالم للمساعدة، بالإضافة إلى نفاد الغذاء والدواء والوقود.

صحيفة “ذا إندبندنت” البريطانيّة ركّزت على مذابح النظام السوري ضد المدنيين، وعنونت “موت ثورة: مدنيو حلب يُذبحون بينما يسيطر النظام على المدينة”.

وفي مقال لبيثان ماكيرنان من بيروت، الثلاثاء، أشارت الصحيفة إلى أنّ ناشطي حلب في مناطق المعارضة أرسلوا رسائل وداع إذ ينتظرون الموت على أيدي النظام، بينما “تنهار الثورة”، بحسب الصحيفة.

وقالت “ذا إندبندنت” إنّ أصحاب القبعات البيضاء وثلاث منظمات إغاثية أخرى أرسلوا مناشداتهم الأخيرة للأمم المتحدة لتأمين ممرّ إنساني للمدنيين للمغادرة. ونقلت عنهم قولهم “إن بقينا نخاف على حياتنا. قد تأخذ النساء للمخيمات، الرجال اختفوا وأي شخص معروف بمساعدة المدنيين سيواجه الاعتقال أو الإعدام”.

من جانبها، كتبت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن “اقتراب سيطرة النظام السوري على حلب”.

وفي مقال لآن برنارد من بيروت، الاثنين، قالت الصحيفة إنّ “الحصار في مدينة حلب أشرف على نهايته”، مضيفةً أنّ تقدم قوات الحكومة السورية وحلفائها قلّص حضور المعارضة إلى بقعة صغيرة من الأرض، بينما أرسل الناشطون المحاصرون نداءات استغاثة الاثنين”.

ونقلت “نيويورك تايمز” رسائل لسكان المدينة يعلنون فيها أنهم لجأوا إلى بيوت مهجورة وإلى الطرقات الماطرة خائفين من القصف، بينما لا يستطيعون أن يلجأوا إلى مكان آمن خوفاً من القتل أو الاعتقال من قبل قوات موالية للحكومة. 

ورأت الصحيفة أنّ “القوات الحكومية ستسيطر على حلب، أكبر مدينة في سورية، في غضون أيام إن لم يكُن ساعات”، مشيرةً إلى “مقاطع فيديو ابتهاجية لسكان مناطق سيطرة النظام”. 

واعتبرت أنّ ذلك سيكون نقطة تحوّل في “الحرب الأهلية”. ثم أشارت الصحيفة إلى الأسد بوصفه “السيد الأسد”، متسائلةً “كيف سيحكم الرئيس الذي يمتلك ثقةً متزايدة، بشار الأسد، بلداً جريحاً ومنقسماً بينما لا تزال الحرب محتدمة؟”. لتعود وتتحدث عن مساعدة روسيا والمليشيات المدعومة من إيران للأسد، ثم تنتقل إلى مناشدات وأقوال الناشطين في حلب الشرقيّة.

موقع قناة “سي إن إن”، وفي مقال، الثلاثاء، للصحافيين إيوان ماككيردي وإيمانويلا غرينبيرغ بعنوان “حلب: تقارير عن إعدامات في ظلّ تقدم قوات النظام”، تحدث عن “النهاية الدموية لمعركة امتدت أربع سنوات في حلب، بينما يتحضر النظام للسيطرة على أحياء مدينة حلب الشرقية”.

كما أشار إلى اتهام النظام السوري بتنفيذ إعدامات بحق مدنيين في طريق سيطرته على المدينة، وإطلاق نداءات الاستغاثة من قبل الناشطين السوريين. 

وتحدث الصحافي كرم المصري للموقع، مؤكداً أنّ السكان يجبرون على الخروج من منازلهم، وباتوا ليلتهم في الشوارع.

في ظلّ ذلك، بقيت تغطية موقع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” إخبارية فقط عن حلب، فنقل إعلان الأمم المتحدة أنّ النظام السوري دخل إلى بيوت المدنيين وقتل من في داخلها ومن ضمنهم النساء والأطفال، بالإضافة إلى وجود عشرات الجثث في الشوارع.

وفي تقرير إخباري آخر، تحدث موقع “بي بي سي” عن مناشدات الناشطين والصليب الأحمر والأمم المتحدة لإنقاذ المدنيين في حلب. 

 

عن الكاتب

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.